أتبعنا صورة الحوار المنشور أعلاه بالنص الكامل له؛ نقلاً عن شبكة صدانا ليتمكن الزائر الكريم من الاطلاع عليه بوضوح
**************************************************************
نادية كيلانى تفتح النار على
الكبار
الحجاب أمر ملزم لا يترك للآراء والاختيارات والأهواء
حاورها .. رشدي خليفة
هى كاتبة تثير التساؤل وتستحق التوقف أمام
نتاجها. أديبة تحمل الكلمة والسيف معا. تكتب بلغة الشعراء وتدافع عن الحق دفاع
الفرسان. حوارنا معها قفز فوق التقليدية المعهودة فى كل حوار. وانتقل ليكتسى بصبغة
الهجوموالدفاع خاصة وأن الأديبة هاجمت الكبار وفندت الأخطاء والمثالب وألفّت كتابا
أرضىالأغلبية وأغضب آخريات
إنها نادية كيلانى كاتبة جمعت بين ثلاثة فنون
ومهنةواحدة . كتبت الشعر بإجادة والقصة بحرفية والرواية باتقان واشتغلت بالصحافة
مهنةالمبدعين … التقيناها لنسأل عن (الحجاب) الذى أثار خلافا واختلافا بينها وبين
إقبالبركة لنعرف من على خطأ ومن المصيب . نسأل عن الطرح الرصين فى القضايا الدينية
وعنالرومانسية التى حملتها مؤلفات الأدب. نسأل عن اتحاد الكتاب - بيت الإبداع
وحافظتهالأمينة- أين هو الآن من الحركة الأدبية الكسيحة ؟ وأخيرا نسأل عن الرجل فى
حياةكيلانى والتى وصفته مرارا بالكنز المفقود.؟!!!
أسئلة كثيرة طرحناها علىالكاتبة نادية كيلانى
ومع زحام الأسئلة وكثرتها كان الجواب الدال بحق على جرأةالناجحات. فتعالوا نقرأ
الدفاع والهجوم ونسمع صوت كيلاني محمولا على سطور الورق .
الحجاب قضية وخلاف
* هجومك علىإقبال بركة فى كتابها (
الحجاب رؤية عصرية ) هل كان مدفوعا بحرصك على تأصيل فضيلةالحجاب أم تصفية حسابات
لخلافات المسيرة الصحفية الطويلة معا ؟
**أنا لست علىخلاف مع الكاتبة اقبال بركة
وليس بيننا حسابات نصفيها اليوم على صفحات الكتب فهىرئيسة تحريرى ومن قبل أحمل لها
كل الحب والتقدير ولكننى امرأة غيورة على دينى وأرىان المساس بهذا الجانب تحديدا
يثير حفيظتى للرد المنطقى الممنهج والمستند على نصوصوركائز لا على آراء واجتهادات .
كما اننى لم انتقد إقبال بركة فى كل ماكتبت - فهىأديبة ومبدعة وصحفية مجيدة - بل
فى بعض ماكتبته وهذا يؤكد حياديتى وموضوعيتىوبراءتى من تهمة النقد لمجرد النقد . واسمح
لى أن أنوه إلى جانب مهم أن العلاقاتبين الأشخاص مهما قويت أواصرها لايمكن أن تكون
فى يوم من الأيام حاجزا يحول بينالانسان وكلمة الحق .. هذا منهجى فى الحياة والذى
أعتز به ولن أحيد عنه أبدا .
*اقبال بركة لم ترفض الحجاب بل
واكبت عصرها برؤية متوافقة مع متطلبات الجيلولم تكتب بسيف الالزام بل تركت الحجاب
وكشف الشعر خيارا مطروحا أمام الفتاة فلماذاإذن الهجوم ؟
**الحجاب أمر ملزم لا يترك للآراء
والاختيارات والأهواء كما أنفتح هذه النافذة اليوم سيغير لا محالة فى مفاهيم بنات
الجيل من ذوات العقول البكروالتى يسهل تشكيلها خاصة واذا كانت من توجه لهم الطرح
والخطاب كاتبة موثوق فىمصداقية قلمها كما أننى أرى أن هناك قضايا قوية تستحق
المعالجة وبمقدورها إثراء فكرالفتيات أما السعى لتعزيز السفور والتأكيد أن ترك
الشعر ونزع الحجاب ليس ضد ديننا فهذا ما أرفضه أنا ويرفضه ذوات الفطرة السليمة.
*هناك من يرمى إلى أن ناديةكيلانى
اعتلت جواد الدفاع عن الدين لقناعتها إنه جواد رابح وتخيرت تفنيد أخطاءالكبار من
أجل الصعود إلى بؤرة الضوء .. هل تتفقين مع هذا القول ؟
**هذا الزعم مردود على صاحبه فأنا لم اعتل
صهوة هذا الجواد الرابح لأكتسب شهرة فمن يعرفنى عنقرب يدرك أننى كتبت مؤلفات دينية
عدة كان أبرزها عجائب سورة البقرة، والنور،والعنكبوت، وكتبت عن الأئمة الأربعة،
ولى كتاب بعنوان الدعاء المستجاب، وآخر بعنوانالآداب الاسلامية ايتيكيت فى
ايتيكيت، وكلها عن مركز الراية للنشر والاعلام.. كماأننى امرأة لا أزايد على دينى
ولا أتخذه جسرا لتحقيق المآرب مهما غلا ثمنها. أما فىالجزئية الثانية من سؤالك أحب
أن أؤكد أن كلنا كبار وأن تاريخى الأدبي والاعلامىيضمن لى هذه المكانة لذا فأنا
لست بحاجة لاشعال حرب مع غيرى بغية الوصول إلى دائرةالضوء فأنا فى الدائرة المضيئة
بلا حروب .
الدين والشعر .
*كتبتى الشعربإجادة والقصة
القصيرة بحرفية بالغة ووسط هذا الفيض من الابداع الشفاف خرجتى علينابالكتب الدينية
قوية المضامين. ألا ترين أن صرخة الدفاع عن الدين لا تتواكب نسبيامع رقة قلم
الشاعر والاديب ؟
**لا تعارض فى رأيي بين صرخة الدفاع ورقة
القلمفلقد جاور رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى نصرة رسالته شعراء فرسان يحملون
النظمالرقيق والسيف القاطع وعلى الرغم من بُعد المثال والفارق بينى وبين الصحابة
أصحابالتاريخ العظيم إلا اننى اردت فقط أن أدلل به على أن الشعر والأدب كانا لسان
أمةمسلمة وليس غريبا أن يكون لساننا نحن الأحفاد وأحفاد الأحفاد إلى آخر الزمان . وأضيف
أن كتابتى للشعر والأدب تغذى ثروتى الدينية فأنا أجيد التعامل مع اللغة
وأعرفمفاتيحها جيدا وهذا الأمر يمنحنى قدرة على الاقناع.
*أشعر من ردودك نرجسيةطاغية وعشق
للذات .. ألا ترين أن تواضع الأديبات يقربهم أكثر لقلوب القراءالمتابعين؟
**حب الذات والنرجسية مزايا حولها البعض فى
زماننا إلى عيوب وباتوايصفقون لمدعى التواضع بدعوى أنهم الأقرب إلى القلوب ولعلى
هنا أسألك لماذا لا أحبنفسى ولماذا أنزل بها إلى درك لا يرضينى، وهذه النرجسية
حمتنى من استجداء أصحابالسلطة والنفوذ، ومن التهافت على الشهرة.. ولماذا أتواضع
والمقام لا يدعو إلى ذلك. أنا امرأة أحب نادية كيلاني الانسانة والكاتبة والأم
وأحفظ لها القدر فى كل وقت،أما عن التواضع فيشهد به غيرى ممن تعاملوا معى عن قرب
وحفظوا عنى مواقف كثيرة .
نجاح المنتديات
*كتبتى كثيرا فىالمنتديات وامتدحك
قراء الصفحة الالكترونية فيما لم تحمل لك الصحف والمجلات كثيرامن ابداعاتك .. بم
تفسرين ذلك ؟
**أفسر ذلك بكلمة واحدة هوعدم قدرتى
النفسيةعلى تسويق منتجى الناجح كما قلت قبلا بعدم (استجداء أصحاب السلطة والنفوذ،
والتهافتعلى الشهرة) كما أن علاقاتى برؤساء تحرير الصحف تبدو بسيطة رغم عمرى
المهنى الطويل،وهذا يرجع إلى انشغالى بماهو أهم من بناء العلاقات وتقريب جسر
المصالح. وعلى الرغممن ذلك فانا راضية عن نتاجى المنشور فى الصحف والمجلات الورقية
حتى ولو كان قليلا،رغم أننى نشرت فى (الأهرام، والهلال، وحواء، وأكتوبر، والمسا
والجمهورية ومجلةالقصة، والمحيط الثقافى، والثقافة الجديدة.. وبعض المجلات
والجرائد العربية مثلالرافد الامارات، والوطن العمانية) وقد تبنت أماكن لها قيمتها
نشر كتبى مثل هيئةالكتاب ونادى القصة، وتوالى الهيئة الآن نشر سلسلة للأطفال
بعنوان (الأستاذفوازيرو) تعد موسوعة فى معنى الأسماء؛ ولكن كله جاء بهدوء ودون لهث
ورائه وبطولالزمن، فالعبرة فى نظرى بتأثير الحرف المكتوب لا بالتصفيق الموجه، أما
عن الصحافةالالكترونية فأنا على قناعة أنها أصبحت وجها إعلاميا ناجحا بكل ما تحمله
كلمةالنجاح من معنى ولا أبالغ إذا قلت أنها منافس قوى وشرس وعنيد للصحافة الورقية.
الحركة الأدبية
* بوصفك أديبة وكاتبةرلها اسم
لامع فى دنيا الأدب هل أنت راضية عن الحركة الأدبية فى مصر وماهو تقييمكللجيل
الصاعد من الأدباء ؟
**فى رأيي أن الحركة الأدبية فى مصر تسير فى
منعطفخطر فلم يعد للأقلام المؤثرة وجود كما كان فى الماضى حتى الأسماء لم تعد
رنانة رنينالرعيل الأول وصدقنى اأنا قارئة جيدة قبل أن أكون كاتبة ووسط قراءتى
لمائة كتاب لاأصفق إلا لعشرة منها . هذا الفتور الذى اعترى الحركة الأدبية يرجع
لغلبة الماديةعلى العصر وركض الانسان المصرى وراء رزقه وسعى الكثيرين إلى دخول
مايسمى بعالم البيزنس . كل هذه العوامل جعلت الناس لا تبحث عن كلمة أدبية راقية
وقصيدة شعر تلامسالنفس والروح أما بخصوص الجيل الصاعد فأحسب أنه مظلوم فلقد تربي
على لغة ومفردات لمنتربي عليها نحن. فنحن تربينا على نغم أم كلثوم وابداعات عبد
الوهاب، وهم لهمالله.. فلا يحق لى أن ألوم الأدباء الشبان بل ألوم الزمن المادى
الذى غير الالسنة والمفاهيم والأفكار.
*هل نفهم من حديثك ان المخاض
الأدبي المصرى لن يقدملنا وليدا معافى واديبا بلسان سليم ؟
**لست متشائمة لهذا الحد بل أرى أن هناكثقاب
نور ففى اتحاد الكتاب أرى الطموح الأدبي يملأ عيون كثيرا من الشباب والفتياتممن
يخطون الخطوات الأولى فى دنيا الأدب. هذا الطموح هو الوقود الذى سيقودهم لا شكإلى
حافة النجاح .
*وماذا بعد الطموح والرغبة ؟ هل
ترين انهما عاملانكفيلان بصناعة أديب او شاعر ؟
** لا اقصد ذلك بل يتبعهما قراءة لنتاج
الغيروالتعلم على أيدى صناع الكلمة الكبار والوقوف أمام المضامين الثرية وقبل هذا
محاولةكتابه مايحبون لا مايفرضه عليهم الغير .. فى رأيى اذا ساندت هذه المقومات
الطموحوالرغبة جاء ما اسميته بالوليد معافى سليما يركض على قدميه . مازال ياصديقى
الأملموجود مادامت الشمس تشرق علينا فى موعدها .
الدلال والرفاهية
* يقال إن نادية كيلانى أديبة
مرفهة ومدللة تكتب بقلم مستريح أو بمعنى أدق لم تدرك مذاق معاناة الفئة الفقيرة فى
مصر وتكتب للصفوة فقط هل أنت مع أم ضد هذا الكلام ؟
**لا .. لا أنا لا أكتب للصفوة بل مع
الكادحين والتعساء، والكاتب يكتب للجميعبلا تمييز كما اننى لست مرفهة ولا مدلله بل
امرأة من عليها الله بالراحة حتىاستقرارها فى بيت الزوجية. وعشت فى كنف أب كريم
وزوج يحمل نفس الصفات الكريمةحملانى على أكف الراحة ومهدا لى سبل النجاح، هذا ليس
معناه أننى بعيدة عن المعاناة،فالحال السيء يشمل الجميع.
* الرجل أخذ مساحة كبيرة من
كتابات نادية كيلانىفماهو التعريف الأمثل له فى قاموسك ؟
**الرجل هو الاخلاص والأمانة والحرص
فاذاوجدنا المخلص الأمين الحريص فاعلم أننا وجدنا الكنز المفقود.. وأنا لم
أتعمدالكتابة عن الرجل، ولم اتعمد أن أكون لسان حال الأنثى، إنما الحياة رجل
وامرأة ففىالعمل القصصى المخطيء منهما هو المدان بحسب منطقية الأحداث.
حواء واتحاد الكتاب
*ماهو تقييمك المنصفلمسيرة عملك
فى مجلة حواء؟
** مسيرة صحفية ناجحة وتواجد إعلامى مرض
نسبيا،ومساحة من النشر معقولة، وعدد كبير من الصديقات (كل العاملين فى مجلة حواء
بلااستثناء أعتز بهم، وليس بينى وبين أحد منهم خصام، ورئيسة التحرير الجديدة
إيمانحمزة حبيبتى) حتى بعد خروجى على التقاعد فى العام الماضى هذه هى العناوين
البارزةإذا سمحت لى أن أعنون مجلة حواء بعناوين واضحة وأن أنقل رحلتى العملية
بأمانةوانصاف.
*اتحاد الكتاب بيت يستجمع صفوة
كتاب مصر وأدبائها .. ماذا عنه الآن ؟
** اتحاد الكتاب هو بيت الإبداع إذا جاز لى
وصفه بشكل دقيق . وجوده مهم لكنهيحتاج إلى مزيد من تفعيل وتنشيط وهذا الأمر ليس
موكولا للقائمين عليه فقط بلمسئوليتنا نحن أيضا الحاضرات دوما لفعالياته . واسمح
لى أن أقول أن هذا البيت أكبرمن نادية كيلانى فقد جلس على نفس المقاعد التى نجلس
عليها أدباء بوزن الذهب لذافانا أحكى عن أملى وأمنياتى فى البيت ولا أقيم الحق فى
تقييمه.
أحتاج العدو
* لكل أديب ناجح وكاتبمتميز أعداء
يردونه خطوات عن الهدف ... كيف تتعامل كيلانى مع أعداء نجاحها ؟
** بالتجاهل.. أتجاهل أعداء نجاحى وأفسر ما
يسببونه لى من معوقات أنها إرادة الله ومنذأن حفظت الحديث الشريف:
(لو اجتمع الانس والجن على أن يضروك بشيء لن
يضروك إلابما كتب الله عليك......) وأنا فى غاية الهدوء ولا أقاومهم وهذا شيء ألام
عليهكثيرا ولكننى أفضل سلامى النفسي.. فهؤلاء الكارهون الخير لغيرهم رغم أنه لا
يعودعليهم بفائدة مذنبون ومعاقبون من الله على ما يسببونه من أذى، وأنا لم يصبنى
إلا ماكتب الله على.
وأحمد ربى أننى رغم كثرة الحاقدين والمانعين
للخير لم أتوقف عنالابداع فى كل اتجاه.. مع إيمانى أن الله لايضيع من أحسن عملا.
*هل نعتبراجابتك نظرة فلسفية أم
أن للأدباء عالمهم الخيالى وغير المنطقى أحيانا ؟
** اجابتى هى قمة المنطق ولكن للأسف نحن لم
نتعلم كيف نرضى ونحرق أعداءنا وندميهم بهذاالرضى وهناك مقولة أيضا اتمثلها دائما
وأعيش بها وهى (ابتسامة المهزوم تفوت علىالمنتصر لذة النصر) وفعلا فى اليوم التالى
تجدنى ابتسم فى وجه من ضرنى بالأمسوكأننى لم أدرك صنيعته فيتخيل نفسه أذكى البشر..
وقد تسألنى عن الأمس كيف مر؟ اقسماننى نمت مليء جفونى.. فقد كسبت حسنة بالصبر وهو
ما كتبه الله على.
الحب فى المقدمة
*الحب هو البضاعة التىيصدرها
الادباء والشعراء للعالم .. فهل تملكين منه الكثير ومن أين تستقيه ؟
**الحب فى نظرى هو كل الحياة ولا أظن أن هناك
أديبا أو كاتبا أو شاعرا لا يعرفالقيمة الحقيقية لهذا المعنى الجميل .
أما من ناحية منابعه ومن أى مكان أتغذىمنه
فصدقنى أننى امتليء حبا كلما رأيت طفلا باسما أو امرأة ساجدة لله أورجلا يرفعيده
بالدعاء أو شابا يضرب بمعول الاجتهاد فى الأرض القاسية بحثا عن الرزق .. هذه
هىالمنابع التى أستقى منها الحب وأتغذى منها وأعيش.. أما إذا كنت تقصد الحب الخاص
فأجده فى النظر لوجه زوجى.
....................................
ـ نُشر هذا الحوار فى شبكة صدانا
الثقافية على الرابط التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق